الأستاذ الدكتور صلاح الدين ملاوي
مدير الملحقة
أنشئت الملحقة الموطّنة بجامعة بسكرة وَفْقا للقرار الوزاري المتخذ في إطار سياسة توسعة شبكة المدارس العليا للأساتذة؛ سعيا إلى تلبية احتياجات قطاع التربية والتعليم إلى الموارد البشرية المؤهلة علميا وبيداغوجيا لتعليم الناشئة وصقل مواهبها وتحضيرها نفسيا وفنيا للانخراط الإيجابي في عوالم الذكاء الصناعي بكل ثقة ومكنة واقتدار.
إن مستقبلنا مرهون بما نُعدّه من كفاءات تربوية تتعهد فلذات أكبادنا بالرعاية النفسية والتنشئة العلمية الحسنة؛ فإذا كوّنّا أساتذة أكفاء آخذين بناصية العلوم متشبعين بقيم الأخوة والمواطنة والتآزر والتناصح تخرجت على أيديهم، ولا ريب، قوافل من العلماء الثقات، والباحثين المنتجبين المصطفين الأخيار الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تمكين أمتهم من الإقلاع الحضاري للّحاق بالأمم الرائدة التي تحتل اليوم موقع الصدارة.
ولاجرم أن مشروع توسعة المدارس العليا للأساتذة يتنزّل في هذه السياق؛ فهو يهدف إلى تكوين أساتذة ذوي عُدّة علمية محكمة ومؤهلات بيداغوجية عالية، يتشرّبون روح العصر، ولا يتخلفون عن نظرائهم في استعمال الوسائل التكنولوجية المعاصرة واستثمارها في تعزيز العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها.
وما يزيدنا ثقة بنجاح هذا المشروع الطموح، فضلا على توافر الإرادة لدى الجهات الوصية، حرصُ النجباء من الناجحين في شهادة البكالوريا على الانتساب إلى هذه المدارس العليا وتلقي التكوين فيها لمدة خمس سنوات أو ست، وهي فترة زمنية وافية كافية لتحصيل المعارف المؤهلة لخوض غمار التدريس في الأطوار التعليمية الثلاثة.
لا شك أن ظاهرة استقطاب المدارس العليا للأساتذة وملحقاتها لهذه الفئة المتميزة تلقي بظلالها على متطلبات التكوين على وجه العموم، وعلى نوعية المكوّنين على وجه الخصوص. لأجل ذلك كتبنا على أنفسنا في هذه الملحقة أن نستفرغ الجهد معا في سبيل الوفاء بهذه المطالب؛ حرصا منا، إداريين ومؤطرين، على مرافقة أبنائنا الطلبة خلال سني تكوينهم، والعمل على تذليل العقبات أمامهم.
فقد عقدنا العزم، ونحن بسبيل التحضير لتقديم تكوين نوعي لطلبتنا الأعزاء، على السعي الحثيث إلى تحقيق الأهداف التي سطرتها الوصاية، والعمل معا على ترقية هذه الملحقة لتصير مدرسة عليا في أقرب سانحة، وما ذلك على أهل العزم بعزيز.